العلم في ذلك من سفاقس ومن المهدية، ومن مدائن إفريقية، إذ أهل العلم بالمغرب متيقظون لحفظ الشريعة وتصحيح القوانين، فمن سمعت منه منه كلمة خارجة عن قانون كتب إليه، أو قيل له، فإن قال: وهمت أو نسيت قبل ذلك منه، وإن ناظر عليها اجتمعت جماعة الفقهاء وحرر معه الكلام ولا يترك ورأيه.
فلما وصل إلى المقرئ حرز الله ما كتب إليه به قال: ما انتفعت إلا برسالة الشيخ أبي محمد عبد المعطي الناصري، ورجع عن مقالته، واهتدى إلى الصواب. قال الشيخ عبد المعطي: وضمّنت في آخر الرسالة هذا المقطوع: الطويل
توكّلت في أمري على الله وحده ... وفوّضت أمري كلّه لإلهي
ولست كمن إن قال رأياً بقوله ... وباهى به ويا ويح كلّ مباهي
أسائل عند المشكلات إذا اعترت ... أولي العلم عما هي لأعلم ما هي
وأجتنب الدّعوى اجتناب امرئ له ... من العقل عن طرق الغواية ناهي
تناهى لعمري في الجهالة كلّ من ... رأى أنه في علمه متناهي
[علي بن عبد القادر بن بزيغ بن الحسن بن بزيغ]
أبو الحسن الطرسوسي الصوفي الصّيمري سكن مسجد أبي صالح.
حدث بأرزن عن أبي الفضل محمد بن أحمد بن محمد الجارودي الهروي بسنده إلى عبد الله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كلّ نبيّ خاصّ من أصحابه، وإن خاصّتي من أصحابي أبو بكر وعمر ".