أبو الفرج المخزومي، المعروف بالببغاء أصله من نصيبين، وقدم دمشق غير مرة، وله أشعار يصف فيها أوقاته بدير مران. وأشعاره حسنة سائرة. وإنما لقب بالببغاء للثغة فيه.
قال الخطيب: كان شاعراً مجوداً، وكاتباً مترسلاً، مليح الألفاظ، جيد المعاني، حسن القول في المديح والغزل، والتشبيه، والأوصاف، وغير ذلك.
وكتب إلى سيف الدولة يشكره وقد خلع عليه: من البسيط
لما تحصنت من دهري بخلعته ... سمت بحملانه ألحاظ إقبالي
وواصلتني صلات منه رحت بها ... أختال مابين عز الجاه والمال
فلينظر الدهر عقبى ما صبرت له ... إذ كان من بعض حسادي وعذالي
ألم أكده بحسن الانتظار إلى ... أن صنت حظي عن حط وترحال
بلغت من لا يجوز السؤل نائله ... ولا يدافع عن فضلٍ وإفضال
يا عارضا لم أشم مذ كنت بارقه ... إلا رويت بغيثٍ منه هطال
رويد جودك قد فاضت به هممي ... ورد عني بعزم الدهر إقلالي