أبو بكرة الثقفي ويقال: إن اسم أبي بكرة مسروح مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من أهل الطائف، أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حصار الطائف فأعتقه، وسكن البصرة، ووفد على معاوية.
حدث أبو بكرة قال: جئت ونبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ راكع قد حفزني النفس، فركعت دون الصف، ثم مشيت إلى الصف، فلما قضى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاته قال: أيكم ركع دون الصف؟ فقلت: أنا، فقال: زادك الله حرصاً، ولا تعد.
كان ولد أبي بكرة يقولون: نفيع بن الحارث الثقفي، وكان أبو بكرة ينكر ذلك، وقال لابنته حين حضرته الوفاة: اندبيني ابن مسروح الحبشي.
وكان رجلاً صالحاً ورعاً، ومات أبو بكرة والحسن بن علي في سنة واحدة، ومات الحسن بن علي سنة تسع وأربعين، وقيل: مات بعد الحسن بن علي سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة اثنتين وخمسين، وقيل: مات في ولاية زياد بن أبي سفيان بالبصرة، وكان أخاه لأمه، واسمها سمية.
وكان أبو بكرة عبداً بالطائف، فلما حاصر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهل الطائف قال: أيما حر نزل إلينا فهو آمن، وأيما عبد نزل إليها فهو حر، فنزل إليه عدة من عبيد أهل الطائف فيهم أبو بكرة، فأعتقهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكان أبو بكرة تدلى إليهم في بكرة فكنوه أبا بكرة، فكان يقول: أنا مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.