حكى عمن حدثه قال: كان لنا شيخ قد صحبناه نتأدب به. فكنا معه، فاشتد بنا الجوع، فشكونا إليه ما نجده من شدة الجوع، فقال: ويعرض لكم الجوع؟ ثم قال: أما إنكم لا تصحبوني بعدها. ثم أخذ إزاراً، فتباعد عنا، ونحن ننظر إليه، فجعل يسفي فيه الرمل. ثم جمع طرفيه، وحمله على كتفه، وجاءنا به، فوضعه بين أيدينا، ثم قال: كلوا، فإذا هو خبز حار، فأكلنا، ومضينا، وما قدرنا نصحبه بعدها.
[أبو الحسن الدويدة]
شاعر مشهور. حج، واجتاز بدمشق في طريقه. وقيل اسمه علي بن أحمد بن محمد. ومن شعره: من البسيط
ستور بيتك ذيل الأمن منك وقد ... علقتها مستجيراً أيّها الباري
وما أظنّك لمّا أن علقت بها ... خوفاً من النار تدنيني من النار
وها أنا جار بيتٍ قلت أنت لنا: ... حجّوا إليه، وقد أوصيت بالجار
وولد له ولد على كبر، فقال: من الوافر
رزقتك يا محمد بعد يأس ... وقد شابت من الرأس القرون
فبعضي ضاحكٌ طرباً وبعضي ... من الإشفاق مكتئبٌ حزين
مخافة أن ترّوعك الليالي ... بفقدي، أو تعاجلك المنون
وله في أبي اليسر شاكر بن زيد بن عبد الواحد بن سليمان: من الرمل