حدث الليث بن تميم الفارسي: أن سفن المسلمين بالشام كانت متفرقةً في ساحل الشام، فكانت طائفة منها باللاذقية بساحل حمص، وعليها سفيان الفارسي، وطائفة منها بأطرابلس ساحل دمشق أو قال: ببيروت وعليها أخي أبو خراسان الفارسي. وكان أيما رجل في كماله وبأسه قال سليمان بن أبي كريمة: ما رأيت مثله من رجال فارس فلم يزل الأمر كذلك حتى ولي الأمر عمر بن هبيرة، فعزل سفيان الفارسي أبا خراسان، وصاحب عكا عما كانوا يلون من ذلك، حملهم معه في مركبه لئلا يكون لهم الذكر دونه، وولى عليها رجالاً غيرهم.
قال الوليد: وأخبرني الليث: أن ولاة غازية البحر في زمان الوليد بن عبد الملك: سحيم، وأبو خراسان، وسفيان؛ فكان سفيان الفارسي على سفن حمص بمدينة اللاذقية، وأبو خراسان على سفن دمشق بمدينة طرابلس، وسفن الأردن وفلسطين بعكا. فلما ولي سليمان بن عبد الملك ولى على جماعة سفن المسلمين من أهل الشام ومصر وإفريقية ألف سفينة عمر بن هبيرة الفزاري، فعزل عمر بن هبيرة هؤلاء النفر عن ولايتهم، وولى على ذلك غيرهم من رجال العرب.
[أبو الخير الأقطع التيناتي]
وتينات من نواحي المصيصة، نسب إليها لأنه أقام بها، وأصله من المغرب. وقيل: إن اسمه حماد بن عبد الله. وكان أسود من العباد المشهورين، والزهاد المذكورين.
صحب أبا عبد الله الجلاء. وسكن جبل لبنان أيضاً من نواحي دمشق، ودخل أطرابلس. حكى عنه أبو القاسم بكر بن محمد، وأبو علي الأهوازي، وغيرهما.
قال أبو عبد الرحمن السلمي:
أبو الخير التيناتي. سكن جبل لبنان، وتينات على أميال من المصيصة، وأقام بها،