وبويع له ببغداد يوم الأربعاء الغد من يوم بيعته بسر من رأى.
وكانت خلافته ثلاثاً وعشرين سنة ويومين.
وتوفي فجأة ببغداد يوم الأحد لثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب سنة تسع وسبعين ومئتين، وحمل إلى سر من رأى فدفن بها وله من السن خمسون سنة وستة أشهر وستة وعشرون يوماً.
وكان مربوعاً، أسمر، نحيف الجسم، حسن العينين، مدور الوجه، على جبهته أثر جدري. فلما ولي الخلافة عبل وكثر لحمه واتسع الشيب في رأسه ولحيته.
وقيل: مات المعتمد يوم الأربعاء لإحدى عشرة بقين من رجب سنة سبع وسبعين ومئتين. وقيل: توفي في صفر سنة ثمان وسبعين ومئتين. وبويع أبو العباس المعتضد بالله أحمد بن أبي أحمد الموفق بالله.
[أحمد بن جعفر بن محمد بن علي]
أبو الحسن البغدادي الصيدلاني قدم دمشق وحدث بها سنة أربع وأربعين وثلاث مئة عن أبي شعيب عبد الله بن الحسن الحراني بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من يأخذ عني هؤلاء الكلمات أو يعلمهن أو يعمل بهن؟ قال: قلت: أنا يا رسول الله. قال: فأخذ بيدي فعقد خمساً. قال: اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلماً، ولا تكثر من الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب.