إن ضنّ طرفٌ لا يراك بدمعه ... فلايّ يومٍ بعد يومك يدخر
يا صاحبيّ أرى الوفاء يشوبه ... هفوات قلب محافظٍ لا يغدر
قولا لقلبك ما لوجدك حائراً ... لا الشوق مغلوبٌ ولا هو يظفر
قصر ارتياحك قيل: ما طول المدى ... فإذا تطاول فارتياحك أقصر
يا من كأنّ الدهر يعشق ذكره ... فلسانه من وصفه لا يفتر
بأبي ثراك وما تضمّنه الثّرى ... كلٌّ يموت وليس كلٌّ يذكر
ومن شعره: من البسيط
تخلّقٌ حسنٌ إن لم يكن خلقٌ ... تروّعٌ حسنٌ إن لم يكن ورع
فما أرى قيمة الدنيا وإن عظمت ... أن يأتي الحرّ ما من نفسه يضع
توفي ابن هندي سنة خمسين وأربع مئة بدمشق، وخلف ستة عشر ألف درهم، وكان من الإمساك والضبط على غاية، وقيل سنة إحدى وخمسين وأربع مئة.
وكان قاضي حمص وولد سنة أربع مئة.
[علي بن الحسين الجعفري]
حدث بداريا عن عبد الله بن أحمد بن أبي الحواري عن حميد بن هشام الرازي قال: سمعت أبا سليمان الداراني يقول: يوحي الله عزّ وجلّ إلى جبريل عليه وعلى نبيّنا محمد الصّلاة والسّلام: " اسلب عبدي ما رزقته من لذة طاعتي، فإن افتقدها فردها إليه، وإن لم يفتقدها فلا تردها عليه أبداً أبداً ".