هو أحق بما في رحله في السفر من رفقائه، وكان كثير الحج والعمرة، والغزو حتى استشهد.
وذكر أن عبد الوهاب غزا مع البطال، وانكشفوا، فجعل يكر فرسه وهو يقول: ما رأيت فرساً أجبن منك، وسفك دمي إن لم أسفك دمك! ثم ألقى بيضته عن رأسه وصاح: أنا عبد الوهاب بن بخت، أمن الجنة تفرون؟! ثم تقدم في نحور العدو. قال: فمر برجلٍ وهو يقول: واعطشاه! فقال: تقدم، الري أمامك.
أخبر من غزا مع البطال أنه سمع عبد الوهاب بن بخت يقول: والله لقد كنا نسمع أن سرية ثمانية آلاف ونحوها يليها رجل من قيس، فيقتل ومن معه إلا الشريد؛ وآية ذلك أنها خيل جريدة، ليس معهم إلا راحلة، فانظروا هل ترون عند آل فلان. قال: ولقينا العدو، فقتلوا مالك بن شبيب، والبطال، وعبد الوهاب بن بخت المكي.
استشهد البطال سنة ثلاث عشرة ومائة، وقيل سنة إحدى عشرة ومائة.
[عبد الوهاب بن جعفر بن علي]
ابن جعفر بن أحمد بن زياد أبو الحسين بن الميداني روى عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان القرشي بسنده عن أم الدرداء قالت: خرجت من الحمام، فلقيني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال:" من أين يا أم الدرداء؟ " قالت: فقلت: من الحمام، قال:" والذي نفسي بيده ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيتها إلا وهي هاتكة كل ستر بينها وبين الرحمن تعالى " روى عن أحمد بن الحسين بن طلاب بسنده عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " مر رجل ممن كان قبلكم بجمجمة، فنظر إليها، فقال: اللهم أنت أنت، وأنا أنا،