أبو الحسن المعروف بعلويّة المغني مولى بني أمية. كانجده سيف صغديّاً للوليد بن عثمان بن عفان، وقدم دمشق مع المأمون.
قال أبو خشيشة محمد بن علي بن أمية بن عمرو: كنا مع المأمون بدمشق، فركب يريد جبل الثلج، فمر ببركة عظيمة من برك بني أمية، وعلى جوانبها أربع سروات، وكان الماء يدخلها سيحاً، ويخرج منها، فاستحسن المأمون الموضع، فدعا ببز ماورد ورطل نبيذ، وذكر بني أمية، فوضع منهم، وتنقّصهم وأخذ علوية العود واندفع يغني: الطويل
أولئك قومي بعد عزّ وثروةٍ ... تفانوا فإلاّ أذرف العين أكمد
فضرب المأمون الطعام برجله ووثب، وقال لعلوية: يا بن الفاعلة! لم يكن لك وقت تذكر فيه مواليك إلا في هذا الوقت؟! فقال: مولاكم زرياب عند مواليّ يركب في مئة غلام، وأنا عندكم أموت من الجوع! فغضب عليه عشرين يوماً، ثم رضي عنه. قال: وزرياب مولى المهدي صار إلى الشام، ثم صار إلى المغرب، إلى بني أمية هناك.
قال علويّة: أمرني المأمون وأصحابي أن نغدو عليه بعد قرب، فلقيني عبد الله بن إسماعيل صاحب المراكب، فقال: يا أيها الرجل، الظالم، المتعدي، أما ترحم ولا ترقّ ولا تستحي من عريب، هي هائمة بك، وتحتلم عليك في كل ليلة ثلاث مرات، قال علوية: وكانت عريب أحسن الناس وجهاً، وأظرف الناس وأفتكهم وأحسن غناء مني ومن مخارق،