قال: ثم أنضحيه حول فراشي، ثم أنزلي، فامكثي، فسوف تطلعين عليّ فتريني على فراشي، فاطلعت إليه، فإذا هو قد أخذ روحه، فكأنه نائم في فراشه، أو نحو من هذا.
توفي سلمان بالمدائن وقبره هناك.
قال ابن زنجويه: بلغني أن سلمان توفي سنة ست وثلاثين قبل الجمل.
وقيل: إنه توفي في خلافة عثمان. فعلى قول ابن زنجويه تكون وفاته في خلافة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وقيل: توفي سنة سبع وثلاثين.
قال أهل العلم: عاش سلمان ثلاث مئة سنة وخمسين سنة، فأما مئتين وخمسين فلا يشكون فيه.
وعن سعيد بن المسيب أن سلمان الفارسي وعبد الله بن سلام التقيا، فقال أحدهما لصاحبه: إن لقيت ربك قبلي فأخبرني ماذا لقيت منه، فقال أحدهما لصاحبه: أو يلقى الأحياء الأموات؟ قال: نعم، أما المؤمنون فإن أرواحهم بالجنة، وهي تذهب حيث شاءت. قال: فتوفي أحدهما قبل صاحبه، فلقيه الحيّ في المنام، فكأنه سأله فقال الميت: توكل وأبشر. فلم أر مثل التوكل قط. سلمان مات قبل ابن سلام.
[سلمان بن ربيعة بن يزيد بن عمرو]
ابن سهم بن نضلة بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر وهو منبه ابن سعد بن قيس عيلان بن مضر، أبو عبد الله الباهلي يقال: إن له صحبة، وشهد فتوح الشام مع أبي أمامة الباهلي، ثم سكن العراق، وولاه عمر رضي الله عنه قضاء الكوفة، ثم ولي غزو أرمينية في خلافة عثمان فقتل ببلنجر.