للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ثابت: فبلغني أنه ما ترك إلا بضعة وعشرين درهماً نفيقة كانت عنده.

وعن الحسن قال: أمر سعد بن أبي وقاص على الكوفة وبها سلمان الخير. قال: فخرج سعد يوماً يسير على حمار له في السوق وعليه قميص سنبلاني، فلقي سلمان، فلما رآه مقبلاً إليه بكى، فانتهى إليه سعد فسلم عليه وقال: ما يبكيك أبا عبد الله؟ قال: ما لي ألا أبكي وقد سمعت نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: يكفيك من الدنيا كزاد الراكب وأرى عليك قميصاً سنبلانياً وأنت على حمار؟ فقال له سعد: أوصني يا أبا عبد الله قال: اذكر ربك عند حكمك إذا حكمت، واذكر الله عند قسمك إذا أقسمت، واتق الله في همك إذا هممت. قال: بم، قال الحسن: حلما حكماً، ثم قال: اتق الله يا ابن آدم في همك، فإن كان هم خير فأمضه، وإن كان هم شر فدعه.

وعن سعيد بن سوقة قال:

دخلنا على سلمان الفارسي نعوده وهو مبطون فأطلنا الجلوس عنده، فشق عليه فقال لامرأته: ما فعلت بالمسك الذي جئنا به من بلنجر؟ فقالت: هو ذا. قال: ألقيه في الماء ثم اضربي بعضه ببعض ثم أنضخي حول فراشي فإنه الآن يأتينا قوم ليسوا بإنس ولا جنّ. ففعلت، وخرجنا عنه، ثم أتيناه، فوجدناه قد قبض.

قال الشعبي: حدَّثني الحارث عن امرأة سلمان بقيرة أنها قالت لما حضره الموت: دعاني وهو في علية لها أربعة أبواب فقال: افتحي هذه الأبواب يا بقيرة، فإن لي اليوم زواراً لا أدري من أي الأبواب يدخلون عليّ ثم دعا بمسك، فقال: أوخفيه في تور ففعلت،

<<  <  ج: ص:  >  >>