للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي كنت تعدني فأرجوك، وتوعدني فأخافك، أصبحت وليس معك من ملكك غير ثوبيك، وليس لك غير أربعة أذرع في عرض ذراعين ثم أنكفأ إلى أهله، فاجتهد في العبادة حتى صار كأنه شن بال، فدخل عليه بعض أهله، فعاتبه في نفسه، وإضراره بها، فقال لقائله: أسألك عن شيء تصدقني عنه ما بلغه علمك؟ قال: نعم، قال: أخبرني عن حالك التي أنت عليها، أترضاها للموت؟ قال: اللهم لا، قال: فاعتزمت على انتقالك منها إلى غيرها؟ قال: ما أشخصت رأيي في ذلك، قال: أفتأمن أن يأتيك الموت على حالك التي أنت عليها؟ قال: اللهم لا، قال: فيعد الدار التي أنت فيها معتمل؟ قال: اللهم لا، قال: حال ما أقام عليها عاقل. ثم أنكفأ إلى مصلاه.

[عبد الرحمن بن يسار أبي ليلى]

ويقال: اسم أبي ليلى داود بن بلال ويقال: يسار - بن بلال بن بليل بن أحيحة بن الجلاح ابن الحريش بن جحجبا بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف أبو عيسى الأنصاري الكوفي الفقيه وفد على معاوية بن أبي سفيان. واستوفده عبد الملك بن مروان روى عن علي أن فاطمة أتت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تشكو إليه ما تلقى من يدها من أثر الرحى، فلم تجده، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكرت له عائشة. فقال علي: فأتانا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد أخذنا مضاجعنا. قال: فذهبنا لنقوم، فقال: " على مكانكما "، قال: فدخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري،

<<  <  ج: ص:  >  >>