أبو القاسم البزاز حدث بأطرابلس بسنده إلى سعيد بن المسيب قال: دخلنا مقابر المدينة مع علي بن أبي طالب عليه السلام، فقام علي إلى قبر فاطمة، وانصرف الناس. قال: فتكلم وأنشأ يقول:
لكل اجتماع من خليلين فرقة ... وإن بقائي بعدكم لقليل
وإن افتقادي واحداً بعد واحد ... دليل على أن لا يدوم خليل
أرى علل الدنيا علي كثيرة ... وصاحبها حتى الممات عليل
ثم نادى: يا أهل القبور من المؤمنين، تخبرونا بأخباركم أم تريدون أن نخبركم؟ السلام عليكم ورحمة الله. قال: فسمعنا صوتاً، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أمير المؤمنين. خبرنا عما كان بعدنا. فقال علي: أما أزواجكم فقد تزوجوا، وأما أموالكم فقد اقتسموها، وأولادكم فقد حشروا في زمرة اليتامى، والبناء الذي شيدتم فقد سكنها أعداؤكم. فهذه أخباركم عندنا. فما أخبار ما عندكم؟ فأجابه ميت: قد تخرقت الأكفان، وانتثرت الشعور، وتقطعت الجلود، وسالت الأحداق على الخدود، وسالت المناخر بالقيح والصديد، وما قدمناه وجدناه، وما خلفناه خسرناه. ونحن مرتهنون بالأعمال.
[عبد الله بن الحسن بن محمد]
ابن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أبو العباس الهاشمي، ويقال أبو جعفر السامري.
سمع بدمشق والعراق.
وحدث عن يزيد بن هارون بسنده عن عبد الله عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أربع من كن فيه فهو منافق، وإن كانت فيه واحدة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر.