وكان مغيرة بن زياد حسن الوجه، طويل اللحية جيد القامة، كانت له لحية وافرة، وخضابه بالحناء.
ودعي إلى القضاء فلم يجب إلى ذلك، وكان ثقة. وقيل إنه كان مضطرب الحديث. وحدث بأحاديث مناكير، فطعنوا في الأحاديث التي رواها.
[المغيرة بن شعبة بن أبي عامر]
ابن مسعود بن معتب ابن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قسي، وهو ثقيف؛ أبو عيسى، وقيل أبو عبد الله، وقيل أبو محمد الثقفي
صحب سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد اليرموك، وأصيبت عينه بها، وقدم دمشق على معاوية.
قال المغيرة بن شعبة: قام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى تورمت قدماه، فقيل له: يا رسول الله! قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك! قال: أفلا أكون عبداً شكوراً.
وعن المغيرة بن شعبة قال: لقد سرت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه أكثر ما كانوا، فأصابهم عطش، قال: فوقف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أوائل الناس، فجعل إذا مر عليه أحد قال: هل معك ماء؟ فيقول: لا. حتى أتيت عليه وإني لفي آخر الناس، فقال: يا مغيرة! هل معك ماء؟ قلت: نعم. قال: هاتها، رد على أوائل الناس. قال: فجعل يصب لهم في قدح حتى شربوا كلهم قال: فبقيت أنا وهو، قال: فصب فقال: اشرب. قلت: اشرب أنت، بأبي أنت وأمي يا رسول الله. قال: لا، إن الساقي يشرب آخر القوم.
قال أبو إدريس الخولاني: قدم المغيرة بن شعبة دمشق فأتيته فسألته عما حضر فقال: وضأت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة تبوك فمسح على خفيه.