منذ أبغضناك، ولا أبغضنا علياً منذ أحببناه، وإن السيوف التي ضربناك بها لعلى عواتقنا، وإن القلوب التي قاتلناك بها لبين جوانحنا، ولئن قدمت إلينا شبرا من غدر، لنقدمن إليك باعاً من ختر، قال: اخرج عني.
ثم قال لأخته: الذي عانيت من قبيله واحدة، فماذا رأيت! قالت: والله يا أمير المؤمنين لقد ضاق بي مجلسي حتى أردت أن أكلمهم لنا كلموك به. قال: إذاً والله كانوا إليك أسرع، وعليك أجراً، هم العرب لا تفروها.
[جرباء بنت عقيل بن علفة بن الحارث]
ابن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن سعد بن ذبيان المرية شاعرة، تزوجها يحيى بن الحكم بن أبي العاص زوجه إياه أبوه، ثم طلقها فأقبل إليها عقيل ومعه ابناه العملس وحزام، فحملها، فقال في ذلك عقيل:
قضت وطراً من دير يحيى وطالما ... على عجل ناطحنه بالجماجم
فأصبحن بالموماة ينقلن فتية ... نشاوى من الإدلاج ميل العمائم
ثم قال: أجز يا حزام، فأرتج عليه، فقالت الجرباء:
كأن الكرى يسقيهم صرخدية ... عقاراً تمشت في القرى والتوائم
فقال عقيل: شربتها ورب الكعبة، وشد عليها بالسيف، فطرح حزام نفسه عليها، فضربها، فأصاب حزاماً. وقيل: إن الذي حال بينه وبينها عملس.