لما استخلف عبد الملك بن مروان طلب من خالد بن يزيد بن معاوية شراء الخضراء، وهي دار الإمارة بدمشق، فابتاعها منه بأربعين ألف دينار وأربع ضياع بأربعة أجناد الشام اختارهن، فاختار من فلسطين عمواس، ومن الأردن قصر خالد، ومن دمشق أندركيسان، ومن حمص دير زكي.
ولما بنى معاوية الخضراء بدمشق وهي دار الإمارة بالطوب. فلما فرغ منها قدم عليه رسول ملك الروم فنظر إلها فقال له معاوية: كيف ترى هذا البنيان؟ قال: أما أعلاه فللعصافير، وأما أسفلة فللفأر، قال: فنقضها معاوية وبناها بالحجارة.
وعدد دوراً ليس في تعدادها كبير فائدة.
وأما ما كان من البنيان خارجاً عن السور فقد روي أن كعب الأحبار خرج من دمشق ومعه نفر يشيعونه، فخرج من باب الجابية حتى إذا كان عند الثنية من دير أو في وقف ثم نظر خلفه ثم سار حتى جاوز الكسوة فلما ودعوه سألوه عن ذلك فقال أما نظري حين خرجت من باب الجابية ووقوفي على الثنية. فإن البينان يتصل إليها حتى يسير السائر في ضوء السراج حتى ينتهي إليها.
وروي عن كعب أنه قال: يتصل العمران ما بين باب الجابية إلى البضيع.