القوم! قال: فأقبل رجلٌ منهم جسيمٌ، فرفع يده فلكمه في أصل لحيه لكمةً صرعه عن الدابة، فإذا برأسه معلق بجلده من رقبته، وأوداجه تشخب دماً، فقلت: يا أعداء الله، قتلتم الرجل!
فمضى القوم يتعادون هاربين، فقال لي الرأس: انظر مروا؟ فقلت: نعم، ثم قال: انظر أمعنوا؟ فالتفت أنظر إليهم، فإذا هو جالسٌ ليس فيه قلبة. فسئل عطية بن قيسٍ عن هذا الرجل من هو؟ فقال: هو زرعة بن إبراهيم.
قيل: إن زرعة قتل يوم دخلت المسودة دمشق في رمضان سنة اثنتين وثلاثين ومئة.
[زرعة بن ثوب المقرائي]
بضم الثاء وفتح الواو. قاضي دمشق في أيام الوليد بن عبد الملك.
حدث زرعة عن عبد الله بن عمر قال: سألت عبد الله بن عمر بن صيام الدهر فقال: كنا نعد أولئك فينا من السابقين. قال: وسألته عن صيام يومٍ وإفطار يوم فقال: لم يدع ذلك لصائم مصاماً. قال: وسألته عن صيام ثلاثة أيام من كل شهر، فقال: صام ذاك الدهر، وأفطره.
كان زرعة بن ثوب لا يأخذ على القضاء أجراً. وكان في خاتم زرعة بن ثوب: لكل عمل ثوابٌ.
روي عن الشيباني: أن الوليد بن عبد الملك استقضى رجلاً من أهل دمشق يقال له زرعة بن ثوب، فقال: يا أمير المؤمنين، لا تفعل فإن ذلك ليس عندي، فأمر فأجلس للناس،