للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القضاء، فقال له شريك: هم أمراء المؤمنين يعزلون القضاة، ويخلعون ولاة العهود فلا يعاب ذلك عليهم، فقال موسى: ما ظننت أنه مجنون هكذا لا يبالي ما تكلم به.

وكان أبوه عيسى بن موسى ولي العهد بعد أبي جعفر فخلعه بمال أعطاه إياه، وهو ابن عم أبي جعفر.

بينما القاسم بن معن يقضي في دار بالكوفة بين الناس إذ قيل: الأمير وإخوته، يعني موسى بن عيسى، قال: ما له؟ قالوا: يخاصم إخوته، قال: وله رقعة؟ ناد من له حاجة، حتى إذا لم يبق أحد قال: أدخل الأمير وإخوته، قال: فدخل موسى يخطر حتى جلس إلى جانبه، قال: لا، مع خصمائك، يا غلام، ساو بين ركبهم، وأجلسهم بين يديه.

قال موسى: ما غاظني أحد غظية، ثم علمت أنه إنما أراد وجه الله عز وجل، فأحببته.

توفي موسى بن عيسى سنة ثلاث وثمانين ومئة، وسنه خمس وخمسون سنة.

وقيل توفي سنة سبع وثمانين ومئة.

[موسى بن عيسى بن موسى أبو عيسى]

القرشي، ويقال: مولى قيس حدث عن عطاء الخراساني عن نافع عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من سحب ثيابه لم ينظر الله إليه "، فقال أبو ريحانة: والله لقد أمرضني ما حدثنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فوالله إني لأحب الجمال حتى أجعله لشراك نعلي وعلاقة سوطي، أفمن الكبر ذلك؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن الله جميل يحب الجمال، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده، ولكن الكبر من سفه الحق وغمض الناس أعمالهم ".

<<  <  ج: ص:  >  >>