وكان بقية بن الوليد يقول: ما أرحمني للثلاثاء ما يصومه أحد.
مات بقية سنة ست وتسعين ومائة.
وقيل سنة سبعٍ وتسعين ومائة بحمص.
وقيل: سنة ثمانٍ، وقيل: سنة تسعٍ.
وسنة سبعٍ وتسعين أصح.
[بقي بن مخلد بن يزيد]
أبو عبد الرحمن الأندلسي الحافظ أحد علماء الأندلس، ذو رحلةٍ واسعة.
وكان ورعاً فاضلاً زاهداً مجاب الدعوة.
وروي أن عدد شيوخه الذين روى عنهم مائتان وأربعة وثمانون رجلاً.
قال عبد الرحمن بن أحمد: سمعت أبي يقول: جاءت امرأة إلى بقي بن خويلد فقالت: إن ابني قد أسره الروم، ولا أقدر على مال أكثر من دويرة ولا أقدر على بيعها، فلو أشرت إلى من يفديه بشيء فإنه ليس لي ليلٌ ولا نهار ولا نوم ولا قرار.
فقال: نعم، انصرفي حتى أنظر في أمره إن شاء الله.
قال: وأطرق الشيخ، وحرك شفتيه.
قال: فلبثنا مدة، فجاءت المرأة ومعها ابنها، فأخذت تدعو له وتقول: قد رجع سالماً وله حديثٌ يحدثك به، فقال الشاب: كنت في يدي بعض ملوك الروم مع جماعة من الأسارى، وكان له إنسانٌ يستخدمنا كل يوم، يخرجنا إلى الصحراء للخدمة، ثم يردنا وعلينا قيودنا، فبينا نحن نجيء من العمل بعد المغرب مع صاحبه الذي يحفظنا، فانفتح القيد من رجلي ووقع على الأرض؛ ووصف اليوم والساعة فوافق الوقت الذي جاءت المرأة ودعا الشيخ؛ قال: فنهض إلي الذي كان يحفظني وصاح علي وقال: كسرت القيد!؟ قلت: لا إنه سقط من رجلي، فتحير وأخر صاحبه وأحضر الحداد وقيدوني، فلما مشيت خطواتٍ سقط القيد من رجلي، فتحيروا في أمري! فدعوا رهبانهم فقالوا لي: ألك والدة؟ قلت: نعم، فقالوا: وافق دعاؤها الإجابة، وقالوا: أطلقك الله فلا نقيدك.