وبينهم، ثم ابلنا بهم وابلهم بنا. فلما التقوا قتل حابس، وفقئت عين ربيعة، وعوفي أبو مسلم. فقال في ذلك شاعر أهل العراق:
نحن قتلنا حابساً في عصابة ... كرام ولم نترك بصّفين معصبا
قال عبد الواحد بن أبي عون: مرّ علي بن أبي طالب عليه السلام وهو متكىء على الأشتر، فإذا حابس اليماني مقتول، فقال الأشتر: إنا لله وإنا إليه راجعون، حابس اليماني معهم يا أمير المؤمنين، عليه علامة معاوية، أما والله لقد عهدته مؤمناً، فقال علي بن أبي طالب: والآن هو مؤمن قال: وكان حابس رجلا من أهل اليمن، من أهل العبادة والاجتهاد.
قتل حابس بصفين سنة سبع وثلاثين، وبين الجمل وبين صفين شهران أو نحوه.
حاتم بن شفيّ بن يزيد ويقال مرثد
ويقال ابن نبيه أبو فروة الهمذاني كان يخضب بحمرة.
حدث أبو فروة حاتم قال: رأيت مكحولاً يقنت في صلاة الصبح بعد الركوع، ويرفع يديه قليلاً من تحت الرواح ويقول: ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرضين السبع، وملء ما فيهن من شيء بعد، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، ونرجو رحمتك، ونخاف عذابك الجد، إن عذابك بالكافرين ملحق.
وحدث حاتم بن شفي بن مرثد ابن أخت يزيد بن مرثد قال: رأيت مكحولاً يعتمّ على قلنسوة، ويرخي لها من خلفها شبراً، أو أقل من الشبر، بعمامة بيضاء.