يومين دخلت مع الجلساء إلى المتوكل فقال: يا علي، لك عندي ذنب وهو عظيم، قلت: يا سيدي، ما هو؟ فإني لا أعرف لي ذنباً ولا خيانة، قال: بلى، أضقت فاقترضت من بختيشوع عشرين ألف درهم، أفلا أعلمتني؟ قال: قلت: يا مولاي صلات أمير المؤمنين عندي متوافرة، وأرزاقه علي دارّة، واستحييت مع ما قد أنعم الله علينا به من هذا التفضل أن أسأله شيئاً، فقال: إياك أن تستحي من مسألتي، أو الطلب مني، وأن تعاود مثل هذا، ثم قال: مئة ألف درهم بغير صروف، فأحضرت عشر بدر فقال: خذها واتسع بها.
[علي بن يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم]
أمه امرأة من كلب من ولد زبان يقال لها الحضرميّة.
قال عوانة: كان بالكوفة رجل من أهل البصرة يقال له عمر كسرى، وكان مولى لبني سالم، وكان يتعاطى علم الفرس وأمر كسرى، فسمي لذلك عمر كسرى. قال: فكان هذا عمر قاعداً عند أبي بالكوفة فمر به علي بن يزيد الناقص، فسلّم على أبي، ووقف عليه، فقال عمر كسرى لأبي بعد ما مضى: يا أبا الحكم، ما رأيت أحداً أشبه بصفة كسرى من هذا، فقال له أبي: فتعرفه؟ قال: لا، قال: هذا علي بن يزيد الناقص. وكان عمر كسرى هذا بالأهواز عند عاملها سعيد بن عبد الله الكوفي، فجعل عمر يحدث عن كسرى وعن نسائه، فقال له العامل: فكم أمهات المؤمنين اللاتي قبض النبي صلّى الله عليه وسلّم عنهن؟ قال: لا أدري، قال: أنت رجل من المسلمين تعرف نساء كسرى، ولا تعرف نساء النبي صلّى الله عليه وسلّم؟! لا، والله، لا تخرج من الحبس حتى تأتيني بأسمائهن وأنسابهن وتعرفهن، قال: فحبسه حتى تعلم ذلك.
وأم يزيد الناقص بنت فيروز بن يزدجرد بن كسرى، فمن هنالك أتى علياً شبهه.