ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو المطرف الأموي الهشامي المعروف بالداخل ولد بدير حنيناء، وذكر البلاذري أنه من عمل دمشق. غلب على الأندلس حين قتل مروان بن محمد، وهو لأم ولد اسمها راح.
ويقال إنه لما خرج هارباً من مصر إلى أرض برقة، أقام ببرقة خمس سنين، ثم رحل من برقة يريد الأندلس.
وكان دخول عبد الرحمن الأندلس سنة تسعٍ وثلاثين ومائة - وقيل سنة ثمان وثلاثين - في زمن أبي جعفر المنصور.
وكان الوالي على الأندلس يوسف الفهري أول من قطع الدعوة عن بني أمية، وكان من قبل يوسف من الولاة يدعون لولد عبد الملك بالخلافة، فلما أتى يوسف قطع الخلافة عنهم، ودعا لنفسه، فلما دخل عبد الرحمن الأندلس قاتل يوسف، وأخذ البلاد.
قيل إن عبد الرحمن لما توجه إلى يوسف الفهري أتلى الخبر يوسف بشخوصه، وأخبر بقدومه، وتوجهه إليه، فلم يعبأ يوسف، ولم يكترث، وإن عبد الرحمن لما توجه إليه غدا إلى الجزيرة، فنزلها، فاتبعه أهلها، ثم مضى منها إلى شذونة، فاتبعه أهلها، ثم مضى من شذونة إلى اشبيلية، فاتبعه من فيها، ثم مضى من اشبيلية إلى قرطبة، وهي مدينة الأندلس، فاتبعه من فيها، فكان كلما دخل مدينة ابتعه أهلها حتى دخلوا معه الأندلس. فذكروا أنهم دخلوها يوم الأضحى، أول الفطر، فلما رأى يوسف العساكر قد أظلته خرج هارباً إلى دار الشرك، فتحصن فيها هناك.