للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طيبة المدينة! قال: ليس المدينة أردت، إنما أردت الاسكندرية، لولا ما أنا فيه لأحببت أن يكون منزلي بها، حتى يكون قبري بين ذينك المينائين.

وفي حديث آخر: أتسكن الخبيثة المنتنة وتذر الطيبة؟ قلت: أيته؟ قال: الاسكندرية، فإنك تجمع بها دنيا وآخرة، طيبة الموطأ، والذي نفس عمر بيده لوددت أن قبري يكون بها.

توفي أبو عقيل بالاسكندرية سنة سبع وعشرين ومئة، وقيل: سنة خمس وثلاثين ومئة، وقيل: هو الأصح.

قال الليث: كنا نعود أبا عقيل وهو شديد الوجع، ونحن خائفون عليه، فأتيناه غداةً من ذلك فقال: أريت الليلة عمر بن عبد العزيز، فقال لي: أين تسكن يا أبا عقيل؟ فقلت: الاسكندرية منذ عزمت علي، فقال: فأبشر بما يسرك في دنياك وآخرتك. مرتين، فقلت له: لله الحمد، أما أنت فقد بشرك بأن لك بقية عمرٍ، وبشرك بالجنة.

وزعموا أنه كان من الأبدال.

[زهير بن الأقمر]

ويقال عبد الله بن مالك أبو كثير الزبيدي الكوفي حدث أبو كثير عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: الظلم ظلماتٌ يوم القيامة، وإياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش، وإياكم والشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم أمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالفجور ففجروا. فقام رجل فقال: يا رسول الله، أي الإسلام أفضل؟ قال: أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك، فقام رجل ذاك أو آخر فقال: يا رسول الله، أي الهجرة أفضل؟ قال: أن تهجر ما كره ربك، والهجرة هجرتان: هجرة الحاضر

<<  <  ج: ص:  >  >>