للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توفي أبو عثمان بمكة سنة سبع وعشرين ومئتين. وقيل: توفي سنة ست وعشرين ومئتين.

[سعيد بن مهران بن داود]

أبو عثمان الكردي الحنبلي سمع بدمشق.

حدث عن أبي عبد الله الحسين بن عثمان اليبرودي بسنده عن أبي عبد الله بن محمد بن حنبل قال:

القدر خيره وشره، وقليله وكثيره، ظاهره وباطنه، وحلوه ومره، ومحبوبه ومكروهه، وحسنه وسيئه، وأوله وأخره من الله، قضاء قضاه على عباده، وقدر قدره عليهم، لا يعدو أحد منهم مشيئة الله ولا يجاوز قضاه، بل كلهم صائرون إلى ما خلقهم له، واقعون فيما قدر عليهم، وهو عدل منه عز ربنا وجل، والزنا والسرقة شرب الخمر وقتل النفس وأكل المال الحرام والشرك بالله والمعاصي كلها بقضاء من الله عزّ وجلّ وقدر من غير أن يكون لأحد من الخلق على الله حجة، بل لله الحجة البالغة على خلقه، " لا يسأل عما يفعل وهم يسألون " علم الله ماض في خلقه بمشيئة منه، قد علم من إبليس ومن غيره ممن عصاه من لدن أن يعصى الله إلى أن تقوم الساعة المعصية وخلقهم لها، وعلم الطاعة من أهل الطاعة وخلقهم لها، وكل يعمل لما خلق له وصائر إلى ما قضي عليه، وعلم منه، لا يعدو أحد منهم قدر الله ومشيئته، والله الفاعل لما يريد الفعال لما يشاء، ومن زعم أن الله شاء لعباده الذين عصوه الجنة والطاعة، وأن العباد شاؤوا لأنفسهم الشر والمعصية فعملوا على مشيئتهم فقد زعم أن الزنا ليس بقدر قيل له: أنت رأيت هذه المرأة حملت من الزنا وجاءت بولدها، إن شاء الله أن يخلق هذه الولد وهل مضى في سابق علمه؟ فإن قال: لا فقد زعم أن مع الله خالقاً وهذا الشرك صراحاً، ومن زعم أن السرقة وشرب الخمر وأكل مال الحرام ليس بقضاء وقدر فقد زعم أن هذا الإنسان قادر أن يأكل رزق غيره وهذا

<<  <  ج: ص:  >  >>