للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخرجت فكنت بين يديه فقال: يا موسى بن طلحة! قلت: لبيك يا أمير المؤمنين! قال: استغفر الله وتب إليه - ثلاث مرات - انطلق إلى المعسكر فما وجدت من سلاح أو ثوب أو دابة أو شيء فاقبضه واتق الله واجلس في بيتك.

قال عمر بن عبد العزيز لأبي بردة: هل بقي بالكوفة أحد في مثل سنك وشرفك؟ فكأنه لم يذكر أحداً، فقيل له: بلى، موسى بن طلحة.

[موسى بن عامر بن عمارة]

ابن خريم الناعم بن عمرو بن الحارث بن خارجة، أبو عامر بن أبي الهيذام المري الخريمي حدث عن الوليد بن مسلم بسنده إلى أسامة بن يزيد: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركب يوماً حماراً ياكاف عليه قطيفة فدكية، ردفه أسامة بن زيد يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج، وذلك قبل وقعة بدر، فمر بمجلس فيه عبد الله بن أبي بن سلول قبل إسلامه، وفي المجلس أخلاط من الناس والمشركين من اليهود وعبدة الأوثان، فملا عشيهم غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر ابن أبي أنفة بردائه ثم قال: لا تغبر علينا. فسلم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم وقف فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن فقال ابن أبي: أيها المرء! إنه لا أحسن ما تقول، فلا تؤذنا في مجلسنا وارجع إلى رحلك. يعني فمن جاءك فاقصص عليه، فقال عبد الله بن رواحة: بلى يا رسول الله! اغشنا في مجلسنا، فإنا نحب ذلك. فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يقتتلون فخفضهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى سكنوا، وسار حتى دخل على سعد فقال: أي سعد! ألم تسمع ما قال أبو الحباب؟ وخبرة بما كان، فقال سعد: يا رسول الله! اعف عنه واصفح، هو الذي أنول عليك الكتاب لقد جاءك الله بالحق الذي أنزله عليك، وقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه، ويعصبون بالعصابة، فرد الله ذلك بالحق الذي أنزله عليك.

<<  <  ج: ص:  >  >>