عن سعيد بن حذاقة قال: دخلت أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية وعليها ثلاث دروع قد كارت على رأسها كوراً، فسلمت وجلست، فقال لها: كيف أنت يا بنت صفوان؟ قالت: بخير يا أمير المؤمنين، قال: كيف حالك؟ قالت: ضعفت بعد قوة، وكسلت بعد نشاط. قال: شتان بين يومك ويوم تقولين: من الكامل
يا زيد دونك صارماً ذا رونق ... عضب المهزة ليس بالخوّار
يا ليتني أصبحت ليس بعورةٍ ... فأذبّ عنه عساكر الفجّار
قالت: يا أمير المؤمنين عفا الله عما سلف، ومن عاد فينتقم الله منه، قال؛ هيهات! أما والله لو عاد لعدت، ولكنه اخترم قبلك، فكيف أبياتك فيه حين قتل؟ قالت: نسيتها. قال: هو والله حين تقولين: من الكامل
يا للرجال لعظم أمر مصيبةٍ ... جلّت فليس مصابها بالزائل
فالشمس كاسفة لفقد أميرنا ... خير البرية والإمام العادل