ابن الخاضب أبو بكر الإمام حدث عن أبي عمر بن كودك بسنده عن زياد بن أبي زياد قال: سمعت أنس بن مالك يقول: ما رأيت أحداً أشبه صلاة برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من هذا الفتى يعني: عمر بن عبد العزيز، وهو على المدينة.
[أحمد بن خلف]
حدث عن أحمد بن أبي الحواري بسنده عن علقمة بن الحارث قال: قدمت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا سابع سبعة من قومي، فسلمنا على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرد علينا، وكلمناه فأعجبه كلامنا، فقال: ما أنتم؟ قلنا: مؤمنون، قال: لكل قول حقيقة، فما حقيقة إيمانكم؟ قلنا: خمس عشرة خصلة، خمس أمرتنا بها رسلك، وخمس أمرتنا بها، وخمس تخلقنا بها في الجاهلية، ونحن عليها إلى الآن، إلا أن تنهانا يا رسول الله. قال: وما الخمس التي أمرتكم بها؟ قالوا: أمرتنا أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالقدر خيره وشره. قال: وما الخمس التي أمرتكم بها رسلي. قلنا: أمرتنا رسلك أن نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنك عبده ورسوله، ونقيم الصلاة المكتوبة، ونؤتي الزكاة المفروضة، ونصوم شهر رمضان، ونحج البيت إن استطعنا إليه السبيل.
قال: وما الخصال التي تخلقتم بها في الجاهلية؟ قلنا: الشكر عند الرخاء، والصبر عند البلاء، والصدق في مواطن اللقاء، والرضا بمر القضاء، وترك الشماتة إذا حلت بالأعداء.
فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فقهاء، أدباء، كادوا يكونون أنبياء من خصال ما أشرفها، وتبسم إلينا ثم قال: وأنا أوصيكم بخمس خصال. لتكمل لكم خصال الخير: لا تجمعوا ما لا تأكلون، ولا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تتنافسوا فيما غداً عنه تزولون، واتقوا الله الذي يعني أنتم إليه راجعون وعليه تقدمون، وارغبوا فيما إليه تصيرون وفيه تخلدون.