للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[السري بن المغلس أبو الحسن البغدادي]

السقطي الصوفي أحد الزهاد. قدم دمشق.

حدث عن علي بن غراب عن هشام بن عروة عن أبيه قال: أخبرني أبي قال:

لما اشتكى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. قال: فصلى بهم، فوجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خفةً فخرج، فلما رآه أبو بكر ذهب يتأخر، فأشار إليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم ذهب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حتى جلس إلى جنب أبي بكر، فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والناس يصلون بصلاة أبي بكر، أبو بكر قائمٌ ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاعدٌ.

وحدث السري عن مروان بن معاوية بسنده عن عبد الله بن أبي أوفى قال: كنا جلوساً عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " لا يجالسني اليوم قاطع رحمٍ ". فقام فتًى من الحلقة فأتى خالةً له قد كان بينهما بعض الشيء، فاستغفر لها واستغفرت له، ثم عاد إلى المجلس فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن الرحمة لا تنزل على قوم بينهم قاطع رحم ".

وحدث سري بسنده عن الحسن أنه سمعه يقول: ابن آدم، إنك لو تجد حقيقة الإيمان ما كنت تعيب الناس بعيبٍ هو فيك حتى تبدأ بذلك العيب من نفسك فتصلحه، فلا تصلح عيباً إلا ترى عيباً آخر، فيكون شغلك في خاصة نفسك، وذلك أحب ما يكون إلى الله إذا كنت كذلك.

وعن سري السقطي: أنه مرت به جارية معها إناء فيه شيءٌ، فسقط من يدها فانكسر، فأخذ سريٌّ شيئاً من دكانه فدفعه إليها بدل ذلك الإناء، فنظر إليه معروف الكرخي فأعجبه ما صنع، فقال له معروف: بغض الله إليك الدنيا.

وكان سري خالد الجنيد وأستاذه، وكان تلميذ معروف الكرخي، وكان أوحد زمانه في الورع والأحوال السنية وعلوم التوحيد. وكان السري به أدمة.

قال سري السقطي: هذا الذي أنا فيه من بركات معروف: انصرفت من صلاة العيد فرأيت مع معروف

<<  <  ج: ص:  >  >>