قال أشعب الطامع: ما خرجت في جنازةٍ قط فرأيت اثنين يتساران إلا ظننت أن الميت قد أوصى لي بشيء.
توفي أشعب الطامع سنة أربعٍ وخمسين ومائة.
[أصبغ بن عمر]
ويقال ابن عمرو ويقال ابن ثعلبة بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب بن هبل الكلبي من أهل دومة الجندل، من أطراف أعمال دمشق.
أسلم على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، على يد عبد الرحمن بن عوف.
حدث ابن عمر قال: دعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الرحمن بن عوف فقال: " تجهز، فإني باعثك في سريةٍ من يومك هذا، لا أو من الغد. إن شاء الله. " قال ابن عمر: فسمعت ذلك، فقلت لأدخلنّ ولأصلينّ مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الغداة ولأسمعن وصية عبد الرحمن.
قال: فقعدت فصليت، فإذا أبو بكر وعمر وناسٌ من المهاجرين فيهم عبد الرحمن بن عوف، وإذا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد كان أمره أن يسير من الليل إلى دومة الجندل، فيدعوهم إلى الإسلام.
فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعبد الرحمن:" ما خلفك عن أصحابك؟ " قال ابن عمر: وقد مضى أصحابه من سحر، وهم مغتدون بالجرف، وكانوا سبع مائة رجل قال: أحببت يا رسول الله أن يكون آخر عهدي بك وعلي ثياب سفري.
قال: وعلى عبد الرحمن عمامةٌ قد لفها على رأسه.
فقال ابن عمر: فدعاه نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأقعده بين يديه، فنقض، عمامته بيده، ثم عممه بعمامةٍ سوداء، فأرخى بين كتفيه منها ثم قال:" هكذا يا بن عوف ".