أعقابكم بنازع الفضل ولين الجناح، ولا يخرجن إلا معتماً، ولا يركبن محذوفاً ولا مهلوباً، ولا تعقدن له ذنب دابة إلا في لثق، ولا يسيرن ملتفتاً ولا طامحاً، وإياك أن تكتم عيبه فيؤدي لك ذلك غيرك، فانزل لك عما يسرك إلى ما يضرك، فإن قصر عن شيء فيما أمرته به في أدبه أو تقاعس لك لكزة في نفسه أو قدرة فأدخل عليه بعض أهله حتى يجره برجله إلى مجلس أدبه، خذه بهذا كله وزده من عندك ما استطعت، فإني قد تبينت عقله اليوم وبعد اليوم، فإن رأيته ازداد خيراً إلى ما كان عليه رُئي أثر أمير المؤمنين عليك، وإن كانت الأخرى فلا تلم إلا نفسك. وقد أجريت لك في كل شهر ألف دينار.
[سليمان بن عبد الله المنصور]
ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم، أبو أيوب الهاشمي أمه فاطمة من ولد طلحة بن عبيد الله التيمي. كان أمير دمشق من قبل الرشيد ووليها أيضاً من قبل الأمين مرتين.
حدث سليمان بن المنصور عن أبيه عن جده قال: قال لي ابن عباس: يا بني إذا أفضى هذا الأمر إلى ولدك، فسكنوا السواد ولبسوا السواد، وكان شيعتهم أهل خراسان لم يخرج هذا الأمر منهم إلا عيسى بن مريم.
لما شخص سليمان بن أبي جعفر إلى دمشق والياً عليها قال لإبراهيم بن المهدي: خلا لك الجو فبيضي واصفري فقال له إبراهيم: لك والله خلا الجو لأنك تقعد في صدر مجلسك وتأكل إذا اشتهيت ليس مثل من هو في السماط يأكل على شبع، ويكف على جوع، ويخدم في وقت كسل.
توفي سليمان بن أبي جعفر سنة تسع وتسعين ومئة، وهو ابن خمسين سنة.