قال: كنا مع مسلم بن عقبة مقدمه المدينة، فدخلنا حائطاً بذي المروة، فإذا شاب حسن الوجه والهيئة قائم يصلي، فطفنا في الحائط ساعة وفرغ من صلاته فقال لي: يا عبد الله، أمن هذا الجيش أنت؟ قلت: نعم. قال: أترمون ابن الزبير؟ قلت: نعم قال: ما أحب أن لي ما على ظهر الأرض كله وأني سرت إليه، وما على ظهر الأرض اليوم أحد خير منه. قال: فإذا هو عبد الملك بن مروان، فابتلي به حتى قتله في المسجد الحرام.
[حرسي لمعاوية]
قال: قدم على معاوية بطريق من الروم يعرض عليه جزية الروم عن كل من بأرض الروم من صغير وكبير، جزية دينارين دينارين إلا عن رجلين: الملك وابنه، فإنه لا ينبغي للملك وابنه أن يجزيا. فقال معاوية وهو في كنيسة من كنائس دمشق: لو صببتم لي دنانير جزية حتى تملؤوا هذه الكنيسة لا يجزي الملك وابنه ما قبلتها منكم. فقال الرومي: لا تماكرني، فإنه لا يماكرني أحد مكراً إلا ومعه كذب. فقال معاوية: أراك تمازحني! فقال الرومي: إنك اضطررتني إلى ذلك، غزوتني في البر والبحر والصيف والشتاء، أما والله يا معاوية ما تغلبونا بعدد ولا عدة، ولوددت أن الله جمع بيننا وبينكم في مرج ثم خلى بيننا وبينكم، ورفع عنا وعنكم النصر حتى ترى. قال معاوية: ما له قاتله الله؟ إنه ليعرف أن النصر من عند الله.
[مولى ليزيد بن معاوية]
حدث عن عائذ الله رجل من أهل الشام عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله، أي الأنبياء كان أول؟ قال: آدم. قلت: يا نبي الله، ونبياً كان؟ قال: نعم، جبل الله تربته، ونفخ فيه من روحه، وخلقه بيده، وكلمه قبلاً