ابن المقلد بن نصر بن منقذ بن نصر بن هاشم أبو المظفر الكناني، الملقب بمؤيد الدولة له يد بيضاء في الأدب والكتابة والشعر.
ذكر لي أنه ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمئة، وقدم دمشق سنة اثنتين وثلاثين وخمسمئة، وخدم بها السلطان وقرب منه؛ وكان فارساً شجاعاً، ثم خرج إلى مصر فأقام بها مدة، ثم رجع إلى الشام وسكن حماة؛ واجتمعت به بدمشق، وأنشدني قصائد من شعره سنة ثمان وخمسين وخمسمئة.
قال لي أبو عبد الله محمد بن الحسن بن الملحي: الأمير مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن منقذ شاعر أهل الدهر، مالك عنان النظم والنثر، متصرف في معانيه، لاحق بطبقة أبيه، ليس يستقصى وصفه بمعان، ولا يعبر عن شرحها بلسان، فقصائده الطوال لا يفرق بينها وبين شعر ابن الوليد، ولا ينكر على منشدها نسبتها إلى لبيد، وهي على طرف لسانه، بحسن بيانه، غير محتفل في طولها، ولا يتعثر لفظه العالي في شيء من فضولها؛ والمقطعات فأحلى من الشهد، وألذ من النوم بعد طول السهد، في كل معنى غريب وشرح عجيب.
كتب على حائط دار سكنها بالموصل: من البسيط
دار سكنت بها كرها وما سكنت ... روحي إلى شجن فيها ولا سكن
والقبر أستر لي منها وأجمل بي ... إن صدني الدهر عن عودي إلى وطني