نازع مالك بن مسمع شقيق بن ثور فقال له مالك: إنما شرفك قبر بتستر، قال له شقيق: ولكن وضعك قبر بالمشقّر. قال: الذي دفن بالمشقر مسمع أبو مالك، قتل في الردة وكان يقال له فسل الكلب، نزل بقوم فنبح عليه كلبهم، فقتل الكلب فقتل به. وكان ثور قتل بتستر مع أبي موسى الأشعري.
قال شقيق بن ثور حين حضرته الوفاة: ليته لم يكن سيد قومه، كم من باطل قد حققناه وحق قد أبطلناه.
ولما احتضر شقيق بن ثور قال: هذا دَين الله في أعناقنا، لابد من أدائه على عسر أو يسر، ثم قال لبنيه: إذا أنا مت فلا تبكين علي باكية، ولا تنوحن علي نائحة، وأكثروا لي من الاستغفار.
[شقيق بن سلمة أبو وائل الأسدي]
أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال شقيق بن سلمة قال: قال عبد الله:
كنا إذا صلينا خلف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلنا: السلام على الله دون عبارة السلام على جبريل وميكائيل، السلام على فلان وفلان، فالتفت إلينا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: الله هو السلام، فإذا صلى أحدكم فليقل: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. فإنكم إذا قلتموها أصابت كل عبد صالح في السماء والأرض، اشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمداً عبده ورسوله.
قال أبو وائل: غزوت مع عمر بن الخطاب الشام فنزلنا منزلاً، فجاء دهقان يستدل على أمير المؤمنين حتى أتاه. فلما رأى الدهقان عمر سجد له فقال عمر: ما هذا السجود؟! فقال: هكذا نفعل بالملوك، فقال عمر: اسجد لربك الذي خلقك، فقال: يا أمير المؤمنين، إني صنعت لك طعاماً فائتني. فقال عمر: هل في بيتك شيء من تصاوير العجم؟ قال: نعم. قال: