لا حاجة لنا في بيتك، ولكن انطلق فابعث إلينا بلون من الطعام، ولا تزدنا عليه. قال: فانطلق فبعث إليه بالطعام فأكل منه. قال عمر لغلامه: هل في إداوتك شيء من ذلك النبيذ؟ قال: نعم. قال: فأتاه فصبه في إناء ثم شمه فوجده منكر الريح، فصب عليه الماء ثلاث مرات ثم شربه، ثم قال: إذا رابكم شيء فافعلوا به هكذا، ثم قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لا تلبسوا الديباج والحرير، ولا تشربوا في آنية الفضة والذهب، فإنها لهم في الدنيا، وهي لنا في الآخرة.
سكن أبو وائل الكوفة، وورد المدائن مع علي بن أبي طالب حين قاتل الخوارج بالنهروان.
وشهد صفين مع علي عليه السلام وقال: بعث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا أمرد، فلم يقض لي أن ألقاه.
قال أبو وائل: أتانا مصدق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأتيته بكبش لي فقلت: خذ صدقة هذا، قال: ليس في هذا صدقة.
قال عاصم: قلت لأبي وائل: متى أدركت؟ قال: بينما أنا أرعى غنماً لأهلي إذ مرّ ركب أو فوارس ففرقوا غنمي، فوقف رجل منهم فقال: اجمعوا للغلام غنمه كما فرقتموها عليه، فتبعت رجلاً منهم فقلت: من هذا؟ قال: هذا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال الحافظ: والأحاديث في أنه لم ير النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصح.
كان أبو وائل يقول: أدركت من الجاهلية سبع سنين.
قال الأعمش: قال لي شقيق بن سلمة: يا سليمان، لو رأيتني ونحن هرّب من خالد بن الوليد يوم بُزاخة، فوقعت عن البعير فكادت تندق عنقي، فلو متّ يومئذ كانت النار. قال شقيق: كنت يومئذ ابن إحدى عشرة سنة.