مات كعب سنة خمسين وهو ابن سبع وسبعين سنة، وقيل: سنة إحدى وخمسين. وقيل: مات سنة أربعين، وقيل: قبلها.
[كعب بن معدان الأزدي]
ثم الأشقري والأشاقر: قيلة من الأزد. أصله من عمان، وسكن خراسان. وكان أحد الشعراء الخطباء الشجعان، وله في حرب الأزارقة مع الملهب آثار. ووفد على عبد الملك بن مروان قال أحمد بن سيار:
كعب بن معدان الشقري، وهو من التابعين، وهو أبو فيروز بن كعب. رجل شريف، منزلهم فيما بين النهرين: نهر الرزيق، ونهر ماجان.
قال أبو نصر الحافظ: الأشقري: بالقاف.
عن المدائني قال: لما افتتح المهلب خراسان، ونفى عنها الخوارج، وتفرقت الأزارقة كتب الحجاج إلى ملهب أن اكتب إلي بخبر الوقعة، واشرح لي القصة حتى كأني شاهدها. فلما قرأ المهلب كتابه وجه إليه بكعب الأشقري، فلما قدم عليه أنشده قصيدته وهي ستون بيتاً يقتص فيها خبر الأزارقة، ولا يخرم شيئاً حتى وفاه الخبر، فقال له الحجاج: أخطيب أنت أم شاعر؟ قال: كل ذاك - أعز الله الأمير - فقال له الحجاج: أخبرني عن بني المهلب؟ فقال: المغيرة سيدهم، وكفاك بزيد فارساً، وما لقي الأبطال مثل حبيب، وما يستحي شجاع أن يفر عن مدرك، وعبد الملك موت ناقع، وحسبك بالمفضل في النجدة، وأسمحهم قبيصة، ومحمد فليث غاب.