قال المصنف: وللأعشى في هذا المعنى بيتٌ أبلغ من هذا في كلمةٍ أخرى وهو: من الوافر
من اللاتي حملن على الروايا ... كريح المسك تستل الزكاما
واستلال الزكام أبلغ من فضه، لأن استلاله نزعه وإخراجه، وفضه نشره وتفريقه وكسره، كفض الخاتم، وفي فضه مع هذا إزالته وتنحيته كما يزول الختام عند فضة، فيفارق ما كان حالاً فيه ولازماً له؛ وفي قول الأخطل:"..فأدرك ريحها المزكوم " من البلاغة أنه إنما يقويه إدراك المشموم بحلول الزكام به وغلبته إياه، فإذا أدرك ريح الخمر التي كان الزكام حائلاً بينه وبينها عند نفحتها، فإنما ذلك لزوال الزكام المانع الحائل بينه وبين إدراكها، وقد تدرك الرائحة بعد خفة الزكام وزوال بعضه وإن لم يزل بكليته، فمن هاهنا كان الفض والاستلال أبلغ وأبين في المعنى.
[غيث بن علي بن عبد السلام]
ابن محمد بن جعفر أبو الفرج بن أبي الحسن الصوري المعروف بابن الأرمنازي الكاتب خطيب صور، قدم دمشق وكان ثقة ثبتاً.
حدث بدمشق سنة سبعٍ وخمس مئة عن أبي القاسم رمضان بن علي بن عبد الساتر بن أحمد بن رمضان بسنده إلى أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من توضأ يوم الجمعة فأحسن الوضوء، وأتى المسجد ولم يلغ ولم يجهل كانت هذه كفارة لما بينها وبين الجمعة الأخرى. والصلاة تكفر ما بينها وبين صاحبتها.
ولد أبو الفرج غيث سنة ثلاثٍ وأربعين مئة، وتوفي سنة تسعٍ وخمس مئة.