ويقال: أبو زيد القرشي مولى عمر بن الخطاب، من سبي اليمن حضر الجابية مع سيده عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
روى عن عمر بن الخطاب، قال: حملت على فرس عتيق في سبيل اله، فأضاعه الذي كان عنده، فأردت أن أبتاعه، وظننت أنه بائعه، فسألت عن ذلك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال:" لا تشتره ولو أعطاكه بدرهم واحد، ولا تعد في صدقتك، فإن العائد في صدقته كالكلب يعود في قيئه ".
وروى أن عمر بن الخطاب خطب الناس بباب الجابية، فقال: يا أيها الناس، قام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فينا كمقامي فيكم، فقال:" أكرموا أصحابي، ثم الذين يلونهم " ثم سكت، فقلنا: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال:" ثم يظهر الكذب حتى يحلف المرء قبل أن يستحلف، ويشهد قبل أن يستشهد، فمن أراد بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، لا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان، ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن ".
عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: لما كنا بالشام أتيت عمر بماء فتوضأ منه، ثم قال: من أين جئت بهذا الماء، فما رأيت ماء غدر ولا ماء سماء أطيب منه؟ قلت: من بيت هذه النصرانية.
فلما توضأ أتاها فقال: أيتها العجوز أسلمي تسلمي، بعث الله محمداً بالحق، فكشفت عن رأسها فإذا مثل الثغامة، فقالت: عجوز كبيرة، وإنما أموت الآن؛ قال عمر: اللهم اشهد.
قال أسلم: خرجنا مع عمر بن الخطاب إلى الشام، فاستيقظنا ليلة وقد رحل لنا رواحلنا، وهو يرحل لنفسه، وهو يقول: من الرجز