العين، وزخرفت الجنة، وأنتم أبناء الشهداء، ومن فتح الله بهم القلاع والمدائن والحصون وجزائر البحور، وليس موت بأكرم من القتل، فلا يحدثن إنسان نفسه أن تزول قدماه لفرار ولا هرب، فلو فعل ذلك فاعل منكم لتخطفه أهل هذا الجبل، وهذه الأمم، ولكانوا أعدى العدو له، فاستودعوا دماءكم هذه البقعة، فإنها بقعة طيبة، ساقكم الله إليها وأكرمكم بها، واعلموا أنه آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة، وإنما تقاتلون من لا يعرف الله ولا يوحده، ومن يعبد الشمس والنار، ويأكل الميتة، لا يعرف له رباً، ناداً عن التوحيد وأهله، فلتصدق نيتكم، وليحسن ظنكم بثواب ربكم وإنجاز موعده لكم، وقد استخلفت عليكم عبد الرحمن بن أسيد إن أصابتني مصيبة، ثم تقدم إلى كل جند في الصف، فكلمهم بهذا الكلام.
غزا يزيد بن أسيد غزاة ذاذ قشة بناحية بحر الخزر سنة خمس وخمسين ومئة.
عزل المنصور يزيد بن أسيد عن الجزيرة، وولى أخاه العباس فعسف يزيد. فقال يزيد لأبي جعفر: يا أمير المؤمنين، إن أخاك أساء عزلي، وشتم عرضي، فقال أبو جعفر: يا يزيد، اجمع بين إحساني وإساءته، يعتدلان، فقال يزيد: إذا كان إحسانكم جزاء لإساءتكم كانت الطاعة منا تفضلاً.
[يزيد بن الأصم]
وهو يزيد بن عمرو - ويقال: يزيد بن عبد عمرو - بن عدس ابن معاوية بن عبادة، أبو عوف العامري.
وهو ابن أخت ميمونة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابن خالة ابن عباس.
حدث عن ميمونة قالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا سجد جافى حتى يرى من خلفه بياض إبطيه.