خالد بن نجيح وكان أبو صالح يصحبه. وكان أبو صالح سليم الناحية. وكان خالد بن نجيح يفتعل الحديث، ويضعه في كتب الناس، ولم يكن وزن أبي صالح وزن الكذب، كان رجلاً صالحاً. وقد طعن فيه قوم. قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن عبد الله بن صالح كاتب الليث فقال: كان أول أمره متماسكاً ثم فسد بأخرةٍ، وليس هو بشيء.
توفي أبو صالح سنة اثنتين وعشرين ومئتين أو بعدها بيسير، وهو ابن خمس وثمانين. وقيل: مات سنة ثلاث وعشرين. وروى ذلك جماعة.
[عبد الله بن صخر]
وفد على سليمان بن عبد الملك.
وحدث، قال: خرجت من عند سليمان بن عبد الملك في الظهيرة، فإذا رجل يهتف بي: يا عبد الله بن صخر، فالتفت إليه فقال لي: لله أبوك لهذا العدو الذي أتيح لأبوينا وهما في الجنة يأكلان منها رغداً حيث شاءا، فلم يزل يمينهما، ويدليهما بغرور ويقاسمهما بالله إنه لهما لمن الناصحين حتى أخرجهما مما كانا فيه. ثم ها هو ذا قد نصب لنا فنحن نمد أعيننا إلى ما لم يقسم لنا من الرزق، حتى نقطع أنفسنا دونه، ويزهدنا في الذي قد انتهى إلينا وحوينا من رزق الله حتى تقصر في الشكر. قال: فذهبت لأجيبه فما أدري كيف ذهب. قال: فذكرته فقيل: ذلك الخضر عليه السلام، أو لا نظنه إلا الخضر.
قال أبو محمد بن أبي حاتم: عبد الله بن صخر روى كلاماً في الزهد والحكمة عن رجل تراءى له، ثم غاب حتى لا يدري كيف ذهب. فذكر له أنه كان الخضر.