قال أبو يعلى حمزة بن خراش: كان لأبي بضعة عشر ولداً وكنت أصغرهم قال: فمر به عبد الله القشيري فسلم عليه، فرد عليه السلام فقال له: امسح يدك برأس ابني، فمسح يده على رأسي، ودعا لي بالبركة، فقال له أبي: أفد ابني هذا.
فقال القشيري: حدثني أنس بن مالك قال: كنت أصحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسمعته وهو يقول: اللهم أطعمنا من طعام الجنة، قال: فأتي بلحم طير مشوي وضع بين يديه فقال: اللهم ائتنا بمن تحبه ويحبك ويحب نبيك ويحبه نبيك. قال أنس: فخرجت فإذا علي بن أبي طالب بالباب، قال: فاستأذن لي، فلم آذن له، فقعدت فسمعت من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل ذلك، قال أنس: فخرجت فإذا علي بالباب فاستأذنني، فلم آذن له. قال أبو حفص الحدباني أحسبه قال ثلاثاً، فدخل بغير إذني، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما الذي بطأ بك يا علي؟ قال: يا رسول الله، جئت لأدخل فحجبني أنس. قال: يا أنس لم حجبته؟ قال: يا رسول الله لما سمعت الدعوة أحببت أن يجيء رجل من قومي فيكون له، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تضر الرجل محبة قومه ما لم يبغض سواهم.
[حمزة بن عبد الله بن الحسين]
ابن أبي بكر بن عبد الله أبو القاسم ابن الشام الأطرابلسي الشاهد الفقيه الأديب قدم دمشق وحدث بها وبغيرها روى عن أحمد بن صالح المقرئ بسنده عن عطية بن قيس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيما عبد جاءته موعظة من الله عز وجل في دينه فإنها نعمة من الله عز وجل سيقت إليه، فإن قبلها يشكر، وإلا كانت حجة من الله ليزداد بها إثماً ويزداد الله بها سخطاً.