كان موسى بن إسحاق لا يرى متبسماً قط، فقالت له امرأته: أيها القاضي! لا يحل لك أن تحكم بين الناس، فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لا يحل للقاضي أن يحكم بين اثنين وهو غضبان، فتبسم.
قال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن موسى القاضي: حضرت مجلس موسى بن إسحاق القاضي بالري سنة وثمانين ومءتين وتقدمت امرأة، فادعى وليها على زوجها خمس مئة دينار مهراً، فانكر، فقال القاضي: شهودك. فقال: قد أحضرتهم. فاستدعى بعض الشهود أن ينظر إلى المرأة، فقام الشاهد وقالوا للمرأة: قومي. فقال الزوج: يفعلون ماذا؟ قال الوكيل: ينظرون إلى امرأتك وهي مسفرة ليصح عندهم معرفتها. فقال الزوج فإني أشهد القاضي أن لها علي هذا المهر الذي تدعيه، ولا تسفر عن وجهها. فردت المراة وأخبرت بما كان من زوجها. فقالت المراة فإني أشهد القاضي أنى قد وهبته المهر وأبرأته منه في الدنيا والآخرة. فقال القاضي: فكتب هذا في مكارم الأخلاق.
توفي أبو بكر موسى القاضي سنة سبع وتسعين ومئتين. ومولده سنة عشر ومئتين.
كان قاضياً على الأهواز، وأقرأ الناس القرآن وله ثمان عشرة سنة؛ واستقضي وله ثمان وعشرون سنة.
[موسى بن أيوب أبو الفيض الحمصي]
حدث عن معاوية، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من كذب علي متعمداً فليتبوا مقعده من النار.
قال أبو الفيض: لقيت أبا قرصافة، رجلاً من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسألته - يعني عن الصوم في