قال محمد بن إدريس الشافعي: أكل الغاضري عند يزيد بن الوليد فالوذجاً فقال له يزيد: لا تكثر منه، فإنه يقتلك فقال: منزلي والله يا أمير المؤمنين عند زقاق الجنائز، ما رأيت جنازة أحد قط قتله الفالوذج. قال ثابت بن إبراهيم: مررت بالغاضري يوماً وهو يأكل رطباً، فقال: إن أردت ادن فكل: فقلت: لا أشتهيه، فقال: يا أخي، ادن فكل، فإنه لا يمنعني أن أقسم عليه إلا أن علي يميناً أن لا أقسم على أنصاري أبداً في طعام. قلت: ولم؟ قال: مر بي رجل منهم وأنا آكل رطباً فقلت: اجلس كل. فأكل ثلاث رطبات، فأقسمت عليه ليأكلن، فأبر يميني بخمس مئة رطبة. قدم سفيان الثوري المدينة فسمع الغاضري يتكلم ببعض ما يضحك منه الناس فقال: يا شيخ، أما علمت أن لله يوماً يحشر فيه المبطلون؟ قال: فلم تزل تعترف في الغاضري حتى لقي الله عز وجل.