للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو سعيد بن يونس: سعد بن مسعود التجيبي، رجل من الصدف، عديد لبني زميلة بن تجيب، كان عمر بن عبد العزيز أرسله إلى إفريقية يفقه أهلها في الدين. وله على سليمان بن عبد الملك وفادة، وكان رجلاً صالحاً، أسند حديثاً واحداً.

وتوفي في خلافة هشام بن عبد الملك.

[سعد أبو درة الحاجب]

تولى حجابة معاوية، وحجابة عبد الملك بن مروان.

حدث أبو المعطل مولى كلاب، وقد كان أدرك معاوية بن أبي سفيان قال: أقبل رجل من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقال له أبو مريم، غازياً حتى بلغ الجفير وقد استأذن أبو مريم معاوية بدمشق حين مر بها، فلم يجد أحداً يأذن له، فلما بلغ الجفير ذكر حديثاً سمعه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رجع حتى أتى معاوية، فقال لبعض من عليه: أما منكم أحدٌ رشيد يقول لأمير المؤمنين: هاهنا أخوك أبو مريم؟ فلما سمعوا كلامه ذهب بعضهم إلى معاوية فقال: هاهنا رجل يقول: قولوا لأمير المؤمنين: هاهنا أخوك أبو مريم. فقال معاوية: ويحكم! أحبستموه؟ فأذنوا له. فلما دخل قال: مرحباً هاهنا، هاهنا يا أبا مريم. فقال أبو مريم: إني لم أجئك طالب حاجةٍ، ولكن سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من أغلق بابه دون ذوي الفقر والحاجة أغلق الله عن فقره وحاجته باب السماء. " قال: فأكب معاوية يبكي ثم قال: رد حديثك يا أبا مريم، فرده، ثم قال معاوية: ادعوا لي سعداً، وكان حاجبه، فدعي فقال: يا أبا مريم، حدثه أنت كما سمعت. فحدثه أبو مريم، فقال معاوية لسعد: اللهم إني أخلع هذا من عنقي وأجعله في عنقك، من جاء يستأذن فأذن له. فقضى الله على لساني ما قضى.

<<  <  ج: ص:  >  >>