ابن الجد بن عجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن جشم بن ودم بن ذبيان بن هميم بنت ذهل بن هني بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة العجلاني البلوي، حليف الأنصار، له صحبة شهد بدراً ومؤتة.
لما قتل ابن رواحة انهزم المسلمون أسوأ هزيمة رئيت قط في كل وجه، ثم إن المسلمين تراجعوا، فأقبل ثابت بن أقرم من الأنصار، فأخذ اللواء، وجعل يصيح بالأنصار، فجعل الناس يتواثبون إليه من كل وجهٍ وهم قليل، وهو يقول: إلي أيها الناس، فاجتمعوا إليه، قال: فنظر ثابتٌ إلى خالد بن الوليد، فقال: خذ اللواء يا أبا سليمان، فقال: لا آخذه أنت أحق به، أنت رجلٌ لك سن، وقد شهدت بدراً.
قال ثابت: خذه أيها الرجل، فوالله ما أخذته إلا لك.
فأخذه خالد، فحمله ساعة، وجعل المشركون يحملون عليه، - فثبت حتى تكركر المشركون وحمل أصحابه، ففض جمعاً من جمعهم، ثم ذهب منهم بشرٌ كثير، فانحاش بالمسلمين فانكشفوا راجعين فروي عن أبي هريرة قال: شهدت مؤتة فلما رأينا المشركين رأينا ما لا قبل لنا به من العدد والسلاح والكراع والديباج والحرير والذهب، فبرق بصري، فقال لي ثابت بن أقرم: يا أبا هريرة ما لك كأنك ترى - جموعاً كثيرة؟ قلت: نعم، قال: لم تشهدنا ببدر إنا لم ننصر بالكثرة.
قال محمد بن إسحاق: وثابت بن أقرم ليس له عقب، وشهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخرج مع خالد بن الوليد إلى أهل الردة في خلافة أبي بكر.