وروى عروة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث سريةً قبل العمرة من نجد أميرهم ثابت بن أقرم فأصيب فيهم ثابت بن أقرم.
حدث عميلة الفزاري قال: خرج خالد بن الوليد على الناس يعترضهم في الردة، فكلما سمع أذاناً للوقت كف، وإذا لم يسمع أذاناً أغار، فلما دنا خالدٌ من طليحة وأصحابه بعث عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم طليعةً أمامه يأتيانه بالخبر، وكانا فارسين، عكاشة على فرس، يقال له الرزام، وثابت على فرس يقال له المحبر، فلقيا طليحة وأخاه سلمة بن خويلد طليعةً لمن وراءهما من الناس، فانفرد طليحة بعكاشة، وسلمة بثابت، فلم يلبث سلمة أن قتل ثابت بن أقرم، وصرخ طليحة بسلمة: أعني على الرجل فإنه قاتلي، فكر سلمة على عكاشة فقتلاه جميعاً، ثم كرا راجعين إلى من وراءهما من الناس فأخبراهم، فسر عينية بن حصن، وكان مع طليحة، وكان قد خلفه على عسكره، وقال: هذا الظفر.
وأقبل خالدٌ معه المسلمون فلم يرعهم إلا ثابت بن أقرم قتيلاً تطؤه المطي، فعظم ذلك على المسلمين، ثم لم يسيروا إلا يسيراً حتى وطئوا عكاشة قتيلاً، فثقل القوم على المطي كما وصف واصفهم حتى ما تكاد المطي ترفع أخفافها.
قال أبو واقد الليثي: كنا نحن المقدمة مائتي فارس وعلينا زيد بن الخطاب، وكان ثابت بن أقرم وعكاشة بن محصن أمامنا، فلما مررنا بهما سيء بنا، وخالد والمسلمون وراءنا بعد، فوقفنا عليهما حتى طلع خالدٌ يسير، فأمرنا فحفرنا لهما، ودفناهما بدمائهما وثيابهما، ووجدنا بعكاشة جراحاتٍ منكرة.
وفي حديث آخر:
فسار خالد إلى بزاخة، فلقي طليحة ومعه عيينة بن حصن بن مالك الفزاري، وقرة بن هبيرة القشيري، فاقتتلوا قتالاً شديداً، فهزم الله سبحانه طليحة، وهرب إلى