للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشريف: أبو الغنائم النسابة: أردت المسير إلى دمشق، فودعت الشريف فخر الدولة وكان إذ ذاك بمصر، وقلت وقت توديعي له: من البسيط

أستودع الله مولاي الشريف وما ... يحويه من نعمٍ تبقى ويوليها

وإنني عند توديعي لحضرته ... ودّعت من أجله الدنيا وما فيها

فلما سمع البيتين أقسم علي أن أقيم فأقمت، وأنعم علي، وأنشدني أبياتاً لقس بن ساعدة الإيادي: من الكامل

علم النجوم على العقول وبال ... وطلاب شيءٍ ما ينال ضلال

ماذا طلابك علم شيءٍ أغلقت ... من دونه الأبواب والأقفال

افهم فما أحدٌ بغامض فطنةٍ ... يدري متى الأرزاق والآجال

إلا الذي من فوق سبعٍ عرشه ... فلوجهه الإكرام والإجلال

ولد الشريف فخر الدولة سنة تسع وستين وثلاث مئة، وتوفي سنة أربع وثلاثين وأربع مئة.

[حمزة بن الحسن بن المفرج]

أبو يعلى الأزدي المقرئ المعروف بابن أبي خيش دلال الكتب، كان أقطع اليد اليمنى، وينسخ باليد اليسرى، خطاً رديئاً.

سئل عن سبب قطع يده، فذكر أنه في صباه كان عند فوارة جيرون، وأن قطاراً من جمال جيء بها لتشرب من الفوارة، فدخل القطار بين عمدها، فسقطت، فوقع على يده حرف رصاصة، فذهبت.

روى عن أبي القاسم بن أبي العلاء بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً، ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه.

توفي أبو يعلى بن أبي خيش سنة أربع وثلاثين وخمس مئة.

<<  <  ج: ص:  >  >>