أمة شاعرة حجازية. اشتراها الوليد بن يزيد وحملت إليه.
قال يحيى بن عروة بن الزبير: كتب الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان إلى عامل المدينة: أشخص إلي معبداً والأحوص وأمرهما أن يسيرا سيراً رفيقاً، وإذا مرا على موضع يستطيبانه أقاما فيه حتى يقدما علي مسرورين جذلين.
فسارا على ما وصف حتى صارا إلى قف معان بالبلقاء، وعليه قصر لبعض بني أمية، فجلسا في روضة خضراء عند واد أفيح، بإزاء القصر، فخرجت جارية من القصر بيدها جرة، فملأتها من الغدير، ثم صعدت وتغنت بشعر الأحوص، ثم طربت وكسرت الجرة. فدعاها الأحوص، فسألها عن شأنها، فقالت: كنت لآل الوحيد بمكة، فاشتراني هذا القرشي، فآثرني على جميع الناس، وأكرمني غاية الإكرام حتى قدم بي على امرأته، وهي ابنة عمه، فأنكرت ما رأت من خصوصيته إياي، وحلفت ألا ترضى إلا أن يدخلني في جملة الخوادم، ويلزمني أن أستقي كل يوم ثلاث جرار من هذا الغدير. ثم أنشأت تقول: من الخفيف
إن تروني الغداة أسعى بجرٍّ ... أستقي الماء عند هذا الغدير