للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث جاءها فقال لها مثل مقالته الأولى، قالت: وما الذي تريد أن نطيعك فيه؟ فقال: سمياه عبد الحارث، ففعلت، فقال الله عز وجل: " جعلا له شركاء فيما أتاهما ".

وقال عكرمة: لم يخص بها آدم ولكنها عامة لجميع الناس.

قال رجل لسعيد بن جبير: يا أبا عبد الله: أشرك آدم؟ قال: معاذ الله، أن نقول أشرك آدم، إنما ذكر الله في كتابه " فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما " لأن حواء لما حملت فأثقلت أتاها إبليس فقال لها: أرأيت هذا الذي في بطنك؟ من أين يخرج؟ أمن فيك أم من منخرك؟ أم من أذنيك؟ أرأيت إن خرج صحيحاً سوياً لم يضرك أتطيعانني في اسمه؟ قالت: نعم. فلما ولدت قال: سمياه عبد الحارث، فسمياه عبد الحارث.

قيل: إن حواء ولدت لآدم أربعين ولداً في عشرين بطناً، فكانت تلد غلاماً وجارية.

قيل: إن آدم لما مات ابنه قال: يا حواء مات ابنك، وما الموت؟ قال: لا يأكل، ولا يشرب ولا يقوم ولا يمشي ولا يتكلم أبداً، قال: فصاحت حواء فقال آدم: عليك الرنة وعلى بناتك، وأنا وبني منها براء.

[حولا بنت بهلول المتعبدة]

أخت مؤمنة، كانت صوفية، شهدت عند محمد بن يحيى بن حمزة، وكان قاضياً على دمشق، وكان لا يجيز شهادة إلا من امتحنه بخلق القرآن، يعني أيام ابن أبي داؤد، فقال للحولا: ما تقولين في القرآن؟ فنشرت كفيها وفرقت بين أصابعها وأشارت بهما على وجهه وقالت: سخام على وجهك، ثم ولت وخرجت.

<<  <  ج: ص:  >  >>