قال الرياشي: وقف خراش بن بحدل على عبد الملك بن مروان بعد أن ملك فقال:
أعبد المليك ما شكرت بلادنا ... فكل في رخاء العيش ما أنت آكل
فجابية الجولان لولا ابن بحدل ... لكنت وما يسمع لقيلك قائل
وكنت إذا دارت عليك عظيمة ... تضاءلت، إن الخاشع المتضائل
فلما علوت الناس في رأس شاهق ... من المجد لا يسطيعك المتطاول
قلبت لنا ظهر العداوة معلناً ... كأنك مما يحدث الدهر جاهل
فقال عبد الملك: أراك احتجت إلى المال. قال: أجل. قال: فأيه أحب إليك؟ قال: الإبل، قال: يا أبا الزعيزعة! أعطه مئة برعاتها؛ ثم التفت إليه فقال: لا تعد فتنكرني.
[خريم بن عمرو بن الحارث بن خارجة]
ابن سنان بن أبي حارثة بن مرة المري، المعروف بخريم الناعم قال أبان بن عثمان البجلي: أتي الحجاج بأسرى من الروم أو من الترك، فأمر بقتلهم، فقال له رجل منهم: أيها الأمير، أطلب إليك حاجة ليس عليك فيها مؤونة، قال: ما هي؟ قال: تأمر رجلاً من أصحابك شريفاً بقتلي، فإني رجل شريف؛ فسأل عنه الحجاج أصحابه، فقالوا: كذلك هو، وأمر خريماً المري بقتله وكان دميماً أسود أفطس فلما أقبل نحوه صرخ العلج، فقال الحجاج: سلوه: ماله؟ قال: طلبت إليك أن تأمر رجلاً شريفاً بقتلي فأمرت هذا الخنفساء! فقال الحجاج: إنه لجاهل بما تبتغي غطفان يوم أضلت. أراد الحجاج قول زهير بن أبي سلمى: