لمجاعة، وادعته عكل، فلم يفسر بذلك، وزعم أنه رجل من العجم، من سبي فارس نشأ في عكل وهو صغير، وقيل: إنه كان يهودياً، فأسلم على يدي مروان، وقيل: إنه أتى مروان سنة مجاعة، فباعه نفسه. وأبو حفصة هذا هو جد والد مروان الشاعر المعروف بابن أب حفصة، وهو مروان بن سليمان بن يحيى بن يزيد أبي حفصة. وشهد أبو حفصة مع مولاه بن الحكم يوم الدار، فأحسن الغناء عنه، فأعتقه، وزوجه أم ولد له اسمها: سكر كانت له منها بنت اسمها: حفصة.
شهد مع مروان يوم الجمل، ويوم مرج راهط. وكان شجاعاً شاعراً.
ومن شعره: من الطويل
وما قلت يوم الدار للقوم صالحوا ... أحلّ ولا اخترت الحياة على القتل
ولكنّني قد قلت للقوم جالدوا ... بأسيافكم لا تخلصنّ إلى الكهل
يريد بالكهل والله أعلم مروان بن الحكم، لأنه كان يذب عنه يومئذ لما سقط.
[يسار بن سبع أبو الغادية]
بالغين المعجمة ويقال: الجهني له صحبة. وقيل: لا صحبة له. وكانت داره بدمشق بناحية سوق الطير. وقيل: إنه قاتل عمار بن ياسر.
قال أبو غادية: بايعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قيل له: بيمينك؟ قال: نعم. وخطبنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم العقبة، فقال: أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم إلى يوم تلقون ربكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا. ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد. ثم قال: لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض.